قرات في الماضي عن مرض التوحد إلا أنني لم أشاهد أبدا على الطبيعة شخص تظهر عليه أعراض هذا المرض ، عدى حالة واحدة فقط شاهدتها منذ سنوات لشاب في الصف الأول الثانوي . الأ أنني في السنتين الأخيرتين من خلال عملي

للتايكوندو في عدد من المدارس الخاصة لاحظت وجود عدد كبير من الأطفال مصابين بهذا المرض . المصابون بهذا المرض هم الأطفال الذين ينتمون من الصف الثاني الإبتدائي الى صفوف الحضانة ، أي الذين تتراوح أعمارهم بين سبع سنوات و سنتين و نصف . و النسبة كبيرة جدا و ملفتة للنظر حيث تصل الى ٣٠٪ في بعض الصفوف . و قد علمت من بعض أولياء الأمور أن المرض لم يبدأ مع أبنائهم منذ الولادة بل بعد سنوات ، و أن الأسرة لا يوجد بها مصاب بهذا المرض ؛ مما ينفي أن يكون سبب المرض هو عامل وراثي ، وأن السبب خارجي .
و من خلال ملاحظاتي يتبين لي أن المرض منتشر بشكل كبير بين أبناء الأثرياء ، ففي المدارس الخاصة التي عملت بها أجد أن النسبة مرتفعة بين طلاب المدارس باهضة التكاليف، في حين أنها تقل بين طلاب المدارس الأقل في التكاليف . و لا ادري عن مدى إنتشار المرض بين طلاب المدارس الحكومية ؛ لعدم عملي بها . الا أني وجدت حالة لطالب في الصف الثاني الإبتدائي ينتمي لأسرة فقيرة ، تعمل والدته في إحدى المدارس التي أعمل بها . و من خلال ملاحظاتي إستنتجت أن هذا المرض بدأ ينتشر منذ سبع سنوات ، و أرجح أن السبب وراء هذا المرض يرجع لمواد يتعرض لها الأطفال في مرحلة النمو ، سواءاً عبر الطعام والشراب ، او مواد إشعاعية ؛ فالعامل الموراثي لا علاقة له بالامر ، لعدم ملاحظتي لهذا المرض من قبل ، و لما أفادني به بعض أولياء الأمور .
المرض منتشر في صنعاء بشكل كبير ، و لا توجد لدي معلومات عن مدى إنتشاره في محافظات أخرى . وانتشار المرض بين أبناء كبار الأثرياء - الذين يحرصون على طعامهم و شرابهم - تجعلني أرجح أن المواد المسببة لهذا المرض موجودة في السلع المستوردة .
للأسف لا يوجد حتى الأن تنبه حول هذا الأمر ؛ و لذا لا توجد دراسات حول أسباب إنتشار المرض . و سوف أحاول بامكانياتي المحدودة إجراء دراسات علمية حول أسباب إنتشاره ، رغم عدم إختصاصي و شح إمكانياتي .
أنا هنا أدق ناقوس الخطر ، أملاً من الجهات المعنية ، و المنظمات ذات الشأن ، و المختصين المسارعة بدراسة هذه الظاهرة و معرفة أسبابها .