▪︎عندما اقرأ حسن الدولة وحسين الوادعي أشعر بالأمل وأرى اننا على بداية واعتاب عصر تنوير وعصر عودة إلى منهجية العقل واننا عائدين الى ابن رشد ورفاعة الطهطاوي ونحو ذلك

▪︎الحسن الدولة والحسين الوادعي كما ارى فوق ان مذهبهما (حر) هما الى جانب ذلك لهما رؤية فكرية فيها عمق ونضج وللعقل عندهما سيادة وريادة وقيادة في ذلك ▪︎إضافة الى تميز في أدوات إخراج الفكر والفكرة من حسن لفظ ورقي أسلوب ومنهجية في سرد وترتيب الحيثيات واسلوب العرض لتصل الرسالة والفكره واضحة قويه مؤثرة وتحقق الهدف وتبلغ الغاية بسهولة
▪︎الحسن والحسين الوادعي علامات وبشائر بقدوم عصر تنوير والخلاص من هيمنة فكرة الخرافه والاسطوره على العقل العربي رغم ما نراه في الجانب الاخر من حماسة في استحضار مخرجات عقول قبل أكثر من قرن من الزمان ولكنه فعل له جانب ايجابي وهو احداث استفزاز للعقل العربي لينتج فكر شبيه لفكر الحسن الدولة والحسين الوادعي وان كان الحسين يفرط إلى حد ما أحيانا لكنه رائع
▪︎فعلا العقل العربي في حاجة إلى ذلك النوع من الاستفزاز حتى يبدع ويثمر ويستفيد من عصر المعلومة وسهولة الحصول عليها لينتج نضج وعمق في الرؤاء وهذا المخاض العسير سوف ينتج مولود عالي الجمال والكمال و يأتي الفجر والحسن والحسين هما من خيوط ذلك الفجر
▪︎عقل من القرن الثاني الهجري لا زال يؤطر عقول في القرن الواحد وعشرين ▪︎ذلك يبين اننا مررنا بمرحلة طويلة من العقم الفكري وكان العقل اسيرا لقيود الغث من التراث وليس السمين منه لأن فيه كثير من السمين ايضا
▪︎مع العلم اني شخصيا أرى أنه لو تم حسن فهم المنهج وبالتالي حسن تطبيقه لحقق ماهو أفضل من العلمانية لأن المنهج في حقيقته هو علمانية حيث انه يرعى التنوع ويحميه والفرق بسيط جدا بينه و العمانية وهو مسألة الحدود والمواريث والأحوال الشخصية فقط غير ذلك لا شي الا انه إطار أوسع من العلمانية
▪︎لكني ابرر لذلك الثنائي العالي والرائع أن لهما الحق ان يصلا إلى حالة اليأس لأن الواقع يقول نماذج إسلامية بشعة جدا من داعش إلى غيرها ونماذج علمانية عظيمة النجاح والكمال لدرجة أن تصل القناعة أن لا مناص من افراغ الدولة من الدين ولفقيه القانون الدكتور شرف الدين نفس الرؤية وان اختلفت بعض التفاصيل بقدر ضئيل
خاتمة :والخطاب هنا للحسن انا سعيد جدا بهذه الاطلالة عبر نافذتك الخاصة ومضمون قولك المختصر الكافي الوافي وهو محل اعتزازي وتقديري وسعادتي به
سلااام
م. احمد علي محمد جحاف